كل ماتود معرفتة حول جرثومة المعدة Helicobacter Pylori

في الحقيقة لا يكاد يخلو أي بيت أو عائلة من مصاب أو أكثر بجرثومة المعدة أو ما يُسمي بـ “البكتيريا الحلزونية” أو “الجرثومة الملوية البوابية”، تعددت الاسماء ولكن الحقيقة واحدة وهي كون ما يقارب ثلثي سكان هذا الكوكب مصابون بها مما جعلها تحظي بأهمية كونها البكتيريا الأكثر انتشاراً علي وجه الأرض، لذا كانت معرفة طبيعتها وخصائصها البيولوجية بالإضافة إلى الإطلاع علي الأعراض والعلامات التي تسببها أمراً اساسياً يجب التوعية بشأنة حيث أن المعرفة في هذا الشأن خاصة لم تعد رفاهية ابداً ويرجع ذلك إلى إدارجها من قبل منظمة الصحة العالمية علي أنها بكتيريا تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة.

 

 

لعدة سنوات، كان يعتقد العلماء أن القرح الهضمية ناتجة بشكل أساسي عن تعرض الشخص للإجهاد أو بعض الأطعمة ولكن سرعان ما تم ضحد هذا الاعتقاد ونقضه علي نحو واسع بعد اكتشاف البكتيريا الحلزونية، حيث أشارت أحد الدراسات التي تم أجرائها أن 60-100% من حالات القرح الهضمية ترتبط بالإصابة بجرثومة المعدة، وللأسف ليست القرح الهضمية هي المشاكل الصحية الوحيدة المرتبطة بتلك الجرثومة فقد اكتشف الباحثون أنها تسبب التهاب المعدة بالإضافة إلى تورطها في الإصابة بسرطان المعدة. ولمعرفة ما المقصود تحديداً بالقرح الهضمية، والتهاب المعدة لابد وأن نعرض لكم بعض الحقائق الطبية المبسطة عن جرثومة المعدة وطبيعتها.

ماهي جرثومة المعدة؟

جرثومة المعدة هي عبارة عن بكتيريا سالبة الجرام وحلزونية الشكل، تحتاج إلى القليل من الأكسجين كي تنمو مما يمكنها من إصابة كلا من المعدة والأمعاء الدقيقة، قد يصاب بها الأفراد في مرحلة الطفولة ولكنها نادراً ما تحدث أي أعراض في بداية الأصابة.

وكما هو معروف تحتوي المعدة من الداخل علي بطانة مخاطية مُصممة لحمايتها من تأثير أحماض المعدة والأنزيمات الهاضمة، تقوم جرثومة المعدة بمهاجمة تلك البطانة مما يقلل من سمكها أوجودها في بعض النقاط لتُترك تلك الأماكن عرضة لتأثير حمض المعدة القوي والانزيمات، وبالتوازي تقوم جرثومة المعدة بإنتاج أنواع معينة من السموم مما يضاعف من ضررها وقدرتها علي تكوين قرحة المعدة، التهابات المعدة أو حتي سرطان المعدة في حالة عدم تشخصيها وعلاجها علي المدي الطويل، يُعتقد ايضاً ان الشكل الحلزوني لجرثومة المعدة يساعدها علي اختراق بطانة الغشاء المخاطي للمعدة لتستقر فيه.

الآن وبعد سرد تلك الحقائق لابد وأن يتبادر إلى ذهنكم بعض الأسئلة مثل، ماهي أسباب الانتشار الكبير لتلك الجرثومة ؟ وهل هي معدية؟ وما هي الاعراض التي يجب أن ننتبه إليها؟ وكيف يمكن اكتشافها وعلاجها قبل أن تتفاقم الإصابة بها؟

أسباب الأصابة بجرثومة المعدة

يرجع الإنتشار الكبير لتلك الجرثومة إلى حقيقة كونها معدية وتنتقل عن طريق الطعام أو الماء الملوث بها وقد يحدث ذلك عن طريق تناول المواد الغذائية الملوثة ببراز الشخص المصاب، فعلي سبيل المثال أن يقوم الطاهي بإستخدام دورة المياة ثم يعود لتحضير الطعام دون غسل يديه بشكل جيد. يعتقد ايضاً بعض الباحثون أن انتشارها ممكن عن طريق الاتصال بلعاب الشخص المصاب وسوائل الجسم الآخري لذا عادةً ما تكون العدوي أكثر شيوعاً في البلدان النامية والتي تفتقر إلى تطبيق اعتبارات النظافة العامة.

الأعراض

أما عن الأعراض التي قد تظهر علي الشخص المصاب، فعلي الرغم من كون نسبة كبير من المصابين بجرثومة المعدة لا يظهرون أي أعراض واضحة إلا أنهم قد يعانون من:
الشعور بألم خفيف أو حرقة في المعدة تزداد في حالة كانت المعدة فارغة مثل فترات ما بين الوجبات أو منتصف الليل، قد تستمر لبضع دقائق أو ربما ساعات، يتحسن الشعور بالألم بعد تناول الطعام، شرب الحليب أو استخدام مضادات الحموضة.

  • الشعور بالإنتفاخ والتجشؤ (غازات البطن)
  • الغثيان والقئ.
  • الاسهال او الأمساك.
  • فقدان الوزن دون وجود سبب واضح.

كما أنها تسبب الالتهابات الاكثر خطورة والتي تسبب نزفاً في المعدة أو الأمعاء اعراضاً اضافية مثل :

  • البراز الدموي ذو اللون الأحمر الداكن أو الأسود.
  • القيء الذي يحتوي على الدم أو يشبه القهوة.
  • شحوب البشرة مع انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء و حدوث فقر الدم.
  • رائحة الفم الكريهة.
  • ألم حاد وتقلصات في المعدة.
  • حدوث مشاكل في التنفس أو حدوث دوخة وإغماء.

وفي حالة حدوث أحد هذه الأعراض ينبغي التوجه لطلب المساعدة الطبية علي الفور. وعن كيفية اكتشاف وتشخيص جرثومة المعدة فعادةً ما يكون الأمر مشكوك فيه وليس بالصدفة، فعندما يوجد لديك عرض أو اثنين سيرغب الطبيب في التأكد من وجود تلك البكتيريا مع التحقق من وجود أي تغييرات غير طبيعية علي المعدة.

تشخيص جرثومة المعدة

تشخصيها عادةً عن طريق إجراء أحد هذه الفحوصات المعملية الثلاثة:

  • اختبار وجود الأجسام المضاد، يكشف هذا الفحص ما إذا كان تم إنتاج بروتينات دفاعية تُعرف باسم الأجسام المضادة استجابةً من قبل الجهاز المناعي لوجود هذه البكتيريا.
  • اختبار وجود الجرثومة في البراز، ويُعد هذا الفحص بمثابة أحد الفحوص القاطعة والمباشرة التي تدل علي وجودها أو غيابها.
  • اختبار التنفس لليوريا، وفي هذا الفحص يبتلع المريض قرص أو سائل مخصص يحتوي علي اليوريا  ثم يقوم بالتنفس في بالون مخصص للاختبار، في حالة وجود تلك البكتيريا سوف تقوم بتحويل اليوريا إلى غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يمكن كشفه فيما بعد.

علاج جرثومة المعدة

في حالة كنت تعاني من قرحة هضمية أوقرحة الإثني عشر الناجمة عن الإصابة بجرثومة المعدة، فستحتاج إلى علاج لقتل البكتيريا، وآخر لإستعادة وتقوية بطانة المعدة، بالإضافة إلى علاج لمنع تكرار حدوث القرح مره آخرى وعادةً ما يستغرق العلاج من أسبوع إلى أسبوعين لتبدأ في التحسن بعد أن يخبرك طبيبك بتناول بعض أنواع الأدوية المختلفة التي على الأرجح ستشمل:

  • المضادات الحيوية والتي تستخدم لقتل البكتيريا في الجسم، ومن المرجح أن يقوم طبيبك بإعطائك نوعين علي الأقل من المضاد الحيوي حيث أنه من الصعب التخلص من عدوي الأصابة بجرثومة المعدة لكونها قادرة علي تطوير مقاومة للمضادات الحيوية شائعة الاستخدام.
  • الأدوية التي تقلل من كمية الحمض المُنتجة في المعدة.
  • تحت ساليسيلات البزموت ومركبات البزموت التي ثبتت فعاليتها ضد جرثومة المعدة بشكل خاص.
  • بعض الأطباء يصرفون بجانب هذه الأدوية حبوب (البكتيريا النافعة) والتي تساهم في زيادة مملكة البكتريا النفاعة نظراً لان المضادات الحيوية تعمل على قتل جميع انواع البكتيريا (الفناعة والضارة) في المعدة.

وغيرها من الأدوية التي تقل او تزداد جرعتها تبعاً لدرجة الأصابة وحالة المعدة والأمعاء الدقيقة.

علاج جرثومة المعدة بالحلول الطبيعية

أما عن الحلول الطبيعية، سنسرد لكم فيما يلي بعض الأطعمة الطبيعية والشائعة التي من شأنها المساعدة في تحسين الأعراض أو قتل البكتيريا و تعزيز صحة الجهاز الهضمي كما اثبتت الدراسات العلمية (في هذه الحالة يجب استشارة الاطباء والمختصين في الاعتماد على احد هذه الحلول الطبيعية).
القرنبيط والملفوف:
يحتوي كلا من القرنبيط والملفوف علي مواد كيميائية طبيعية اثبتت فعاليتها في القضاء علي العدوي البكتيريا وخاصة تلك الخاصة بجرثومة المعدة.
التوت البري:
يساعد التوت البري علي التخلص من الأصابة بجرثومة المعدة وذلك لإحتوائه علي بعض المركبات المضادة للبكتيريا و لكونه يمنع جرثومة المعدة من التمسك والالتصاق بالغشاء المخاطي للمعدة، لذا يوصي بتناول عصير التوت البري الخالي من السكر والمواد الحافظة.
الكركم:
علي مر العصور عُرف الكركم بتأثيرة القوي المضاد للإلتهابات بالإضافة إلى احتوائه علي مضادات الأكسدة ومضادات الجراثيم وقد أثبتت الدراسات قدرته علي مكافحة جرثومة المعدة عن طريق سد مسار الأيض اللازم لنمو البكتيريا.
بعض البروبيوتك:
كما سبق ذكره، تتسبب جرثومة المعدة في إحداث تغييرات جذرية في الجهاز الهضمي كتغيير درجة الحموضة في المعدة، وهذا بدوره يؤدي إلى حدوث تباين كبير في نمو البكتيريا المفيدة التي تعيش في الأمعاء.
وكما هو معروف فإن البروبيوتك هو أي بكتيريا ذات تأثير جيد علي الجهاز الهضمي، وفي حالة جرثومة المعدة تحارب البكتيريا النافعة (البروبيوتك) تلك البكتيريا الضارة كما تساعد علي التئام الغشاء المخاطي للمعدة والتقليل من حدة الأعراض.

علي الرغم من فعالية تلك المواد الطبيعية إلا أنه يجب التوجه لطلب المساعدة الطبية علي الفور عند الشعور بأحد الأعراض السابق ذكرها، فما قد تسببه الأصابة بجرثومة المعدة يترواح من كونه مجرد قرح هضمية تسبب الشعور بالإزعاج والحموضة حتي يصل إلى حقيقة كونها تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة حفظنا الله وحفظكم جميعاً.

شاهد أيضاً

علاج الإدمان على المخدرات في المنزل

علاج الإدمان على المخدرات في المنزل

علاج الإدمان على المخدرات في المنزل – يشكل الإدمان اليوم واحدة من أكثر التحديات الخطيرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *