مظاهر الأمانة 

ما هي مظاهر الأمانة

من مظاهر الأمانة 

  • حفظ حقوق الآخرين .
  • شهادة الحق.
  • تربية أبناء صالحين.
  • إتقان العمل .

إن الأمانة لها صور كثيرة ومظاهر عدة فقد قال عنها الكفوي رحمه الله: (كلُّ ما افترض اللَّه على العباد فهو أمانة، كالصلاة والزكاة والصيام وأداء الدَّين، وأوكدُها الودائع، وأوكد الودائع كتْم الأسرار، وقال في موضع آخر، كل ما يؤتمن عليه من أموال وحرم وأسرار فهو أمانة )، وهذا دليل علىتنوع مظاهر الأمانة وأنها غير مرتبطة بحفظ حقوق الآخرين فقط بل يندرج تحت مسمى الأمانة أشياء لم تكن تخطر على بال أحد مثل تربية الأبناء التي سوف نُسأل جميعًا أمام الله عنها، وأداء الصلاة على حق، وحتى الغيبة وقول الباطل على الغائب من مظاهر الأمانة.

لقد أمر الله عز وجل بأداء الأمانات إلى أهلها فقال في كتابه العزيز في سورة النساء : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا )، فالأمانة ليست بالشيء الهين الذي يستهين به الناس المؤمنين منهم والكافرين وقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة ومتى موعدها فقال إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة كان هذا الحديث الشريف في صحيح البخاري ومثبت، وهذا دليل قاطع على أهمية الأمانة ومكانتها عند الله عز وجل.

كما نهى أيضًا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضد الأمانة وهي الخيانة وذلك تذكير للناس لما قاله الله عز وجل في كتابه الكريم للمؤمنين في سورة الأنفال وكان فيه نداء صريح من الله للمؤمنين من ألا يخونوا الله ورسوله ولا يخونوا الأمانة وهم يعلمون ذلك، وقد قال البيضاوي رحمه الله في ذلك الأمر وأصل الخون النقص كما أنَّ أصل الوفاء التمام، واستعماله في ضد الأمانة لتضمُّنه إياه ).

فالخيانة وانعدام الأمانة هي آية المنافقين عافانا الله وإياكم من تلك الصفة الخبيثة، كما أنها أيضًا دليل على عصيان الله ورسوله، ولقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ورواه أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إن آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، فالأمانة من أوصاف المؤمنين الذين نجوا في الدنيا والآخرة وقد ذكرهم الله تعالى في سورة المؤمنون ووصفهم بالفلاح مع الذين يخشعون في صلاتهم، والذين هم عن اللغو معرضون ومؤدين الزكاة، وحافظي فروجهم، وذلك لمكانة الأمانة عند الله عز وجل.

فبأداء الأمانة يستطيع الناس أن يثقوا ببعضهم البعض، وبالتالي تتيسر أمورهم وتُقضى حوائجهم، وتُنجز معاملتهم حتى ولو كانوا على سفر، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة: (وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )، فكان الصحابة يمشون على هذا النحو ويستودهون أمانتهم وهناك قول عن قزعة أنه قال أ، عبدالله ابن عمر ابن الخطاب قال له: (هلمَّ أُودِّعك كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، أستودع الله دينَك، وأمانتَكَ، وخواتيم عملك ).

 من مظاهر الأمانة حفظ حقوق الآخرين

إن الأمانة صفة عظيمة، وخصلة من خصال الخير الكريمة في المؤمن، والأمين دائمًا يكون محل اهتمام الناس وملفت لأنظارهم، فعن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه وأرضاه قال:

(حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزَلَ القرآن، فعَلِموا من القرآن وعَلموا من السنَّة، ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال، ينامُ الرجل النومة فتُقبَض الأمانة من قلبه، فيظلُّ أثرُها مثل الوكت، ثم ينام النومة فتُقبَض الأمانة من قلبه، فيظلُّ أثرُها مثل المجْلِ، كجمر دحرجته على رجلك فنَفِطَ فتراه مُنتبرًا وليس فيه شيء، ثم أخذ حصى فدحرَجه على رجله، فيُصبح الناس يتبايَعون لا يكاد أحد يؤدِّي الأمانة، حتَّى يُقالَ، إن في بني فلان رجلًا أمينًا، حتَّى يقال للرجل، ما أجلَدَه ما أظرَفَه ما أعقَلَه وما في قلبه مثقال حبَّة مِن خردل من إيمان))، ولقد أتى عليَّ زمان وما أبالي أيكم بايعتُ، لئن كان مسلمًا ليردنَّه عليَّ دينه، ولئن كان نصرانيًّا أو يهوديًّا ليردنَّه عليَّ ساعيه، وأما اليوم، فما كنتُ لأبايعَ مِنكم إلا فلانًا وفلانًا )، متفق عليه.

فحين يتعامل جميع الناس بالأمانة ويؤدوا الحقوق إلى أهلها يعم الخير، ولكن هناك من يستصغر الأمانة ولا يلقي لها بالًا فعلى سبيل المثال إذا كنت تركب أنت وصديقك الحافلة وقام بإعطاك الأجرة لكي تعطيها للسائق فتبقى من الأجرة درهم واحد، فتقول في قرارة نفسك أنه غير مهم هذا درهم وليس بالكثير.

ولكن ذلك يعتبر من ضمن سلوكيات انعدام الأمانة فسواء كان قنطار أو دينار يجب عليك أن تؤدي الأمانة إلى من ائتمنك، ولنا في رسول الله أسوة حسنة عن تلك المواقف فقد لقبه الكفار بالصادق الأمين لأنه صلى الله عليه وسلم كان يحفظ الأمانات حتى للكفار المشركين وحين ذهب كما أمره الله وكل سيدنا علي ابن أبي طالب برد الأمانات إلى أصحابها.

وجميع النفوس البشرية سواء كانت مسلمة أو غير ذلك تميل إلى الأمين وتثق به، وقد ورد في قصة من قصص الصحابة أنه عندما وافق أهل بني نجران على دفع الجزية قالوا: (إنا نعطيك ما سألتنا ، وابعث معناً رجلاً أمينا ، ولا تبعث معنا إلا أميناً، فقال، لأبعثن معكم رجلاً أمينا ، حق أمين )، وأرسل معهم حينها أبا عُبيدة.

الأمانة من صفات المؤمنين

الأمانة من الأشياء التي لا يقوى الجميع على حملها فهي من صفات المؤمنين الحق ولذلك عندما نجد غير المسلم أمين في زمننا هذا نندهش وأول ما يدور ببالنا السؤال هل هذا الرجل مسلم لأنه يحفظ الأمانه بكل هذا القدر، وذلك أيضًا دليل على ثقل حمل الأمانة، فعن أبي ذر قال: ( قلتُ يا رسول الله، ألا تستعملني قال، فضرب بيده على منكبي ثمَّ قال، يا أبا ذرٍّ، إنَّك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها )، رواه مسلم.

فإن تمكن صفة الأمانة من الإنسان عامل بها القريب والبعيد والمسلم وغير المسلم فالغدر وعدم إعطاء الحقوق إلى أهلها ونقض العهود حتى وأن كان من أممي فعل ذلك بي ليست مجرد مقابلة المثل بمثله، ولكنه سقوط بالغ، وذلك لأنه من سقط مرة في بئر الخيانة وانعدام الأمانة سوف يستحل الأمر وتشتهيه انفس ويقع في المنحدر الخبيث لبقية حياته، وكان هناك قول عن ابن حجر يقول فيه أن الغدر بالاتفاق حرام وينطبق ذلك على معاملة المسلم أو الذمي وهم أهل الكتاب الذين تربطنا معهم الذمة.

ومن ضمن صور الأمانة الأخرى هي أن تقوم بنصح من قام باستشارتك وأن تصدق من سألك ووثق بك، وقد كان هناك حديث عن هذه النقطة وهو أن المستشار مؤتمن، فمن قام بالإشارة بأمر ما إلى إنَّ الأمانة التي يتحدَّث عنها القرآن ليستْ هي الودائع – كما يظنُّ كثيرٌ من النَّاس.

أهمية الأمانة

إنَّ الأمانة التي يتحدث عنها القرآن والسنة النبوية الشريفة ليست أمانة الودائع فقط كما يظن الكثير من الناس فالأمانة لها صور عديدة وأهميات كبرى، وفيما يلي سوف نتعرف على أهمية الأمانة وإليك هي:

  • المحافظة على المجتمع.
  • نشر العلم والدعوة إلى الدين.
  • بيان الحق والدين.
  • دعوة الناس إلى الإسلام.

شاهد أيضاً

ن الصبر جزء لا يتجزأ من حياة النبي صلى الله عليه وسلم من بداية حياته ومواجهته للمشركين في مكة والمنافقين في المدينة، والصبر على البلاء ومو.

قيمة الصبر في حياة النبي محمد

أن الصبر جزء لا يتجزأ من حياة النبي صلى الله عليه وسلم من بداية حياته ومواجهته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *