الوصول الى الإخلاص فى تعليمك المدرسى
- أتعلم ابتغاء مرضاة الله.
- حتى أرفع عن نفسي الجهل.
- أعمل لدنياي وديني بما يرضي الله.
ما هو الإخلاص في التعلم
إن الإخلاص بالتعلم هو أن نية التعلم تكون لله تعالى، ولكي يتحقق ذلك لابد من المجاهدة، وتجنب الاستسلام إلى وساوس الشيطان الرجيم، حيث إن الإخلاص بالتعلم هو:
- حمد الله الذي سخر لنا طريق العلم.
- التفريق بين حب التفوق والفرح بالثناء.
- التنبه من أن الشيطان يحاول الدخول من مدخل خطير.
- عقد النية قبل البدء في التعلم.
- الدعاء.
حمد الله الذي سخر لنا طريق العلم: حيث مَنَّ علينا ويسَّرَ لنا سُبلَ دراسة العِلم الشرعي؛ وهو ما يُعين بأمر الله لتحصيل العِلم النافع، وتسلُّح العباد بسلاح العِلم القوي؛ كما رُوِي بالأثر: “فقيه واحدٌ أشدُّ على الشيطان من ألف عابد”، فيجب أن يتم استغلال تلك النِّعمةَ على أفضل نحو، مثل جمعِ النصوص التي تتحدَّث حول الإخلاص، وتُرغِّب به من السُّنَّة والقرآن، وعمل بحثٍ مصغَّر، سهل المطالعة، يكون بمثابة مرجعًا قيمًا، ومن تلك الآيات:
قول الله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 110]
التفريق بين حب التفوق والفرح بالثناء: ينبغي أن تتم التفرقة بين حبِّ التفوق والفرح بالثناء الحسنِ، وبينَ العمل لسماع كلام النَّاس وثنائهم، ولتيسير الأمر والتفريق يجب سؤال النفس إن كان ذلك سيغيَّر المجهود المبذول في حالة عِلم النَّاس به؟
التنبه من أن الشيطان يحاول الدخول من مدخل خطير: فيخيِّل للشخص أنَّ حبَّ التفوُّق والرغبة بالمنافسة من السُّمعة والرِّياء، وقد رغَّب الله بالتنافس في فعل الخيرات؛ فقال تعالى: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين: 26]، كما قال جل وعلا: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [البقرة: 148]، وكان عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه يتنافس مع أبا بكر بفِعْل الخيرات، ويحاول التفوَّق عليه، وحاشاه أنه فعل ذلك رياءً، حيث قال: “ما سابقتُ أبا بكرٍ إلى خير قطُّ إلاَّ سبقني إليه”؛ رواه أحمد.
عقد النية قبل البدء في التعلم: يجب على كلِّ مسلم ومسلمة عقدَ النيَّة قبلَ الخوض بالعمل، أنْ يسألَ نفسه: لِمَاذا أفعل ذلك؟ وما نيَّتي الحقيقية بذلك العمل؟
فإنْ كان الجواب هو طلب الثناء والمدح من الناس، أو لِكي يُقالَ: إنَّه متفوق على أقرانه، صاحب عِلم وباع بالعلوم والفنون فعليه التوقُّف عن ذلك على الفوْر، وإعادة تصحيح هذه النيَّة، وأن يذكر نفسه، ويهذبها، لكي تعودَ للوِجْهة السليمة والنيَّة الصحيحة.
وإن كان الجواب هو للتسلُّح بالعِلم الشرعيِّ لرِضا الله، وإفادة الأُمَّة فعليه أن يجتهد، وسوف يبقى عملاً صالحًا حتى يكون صدقةً جارية؛ مثلما ورد بالحديث: (إن ماتَ ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلاَّ من ثلاثٍ: صدقة جارية، وعلم يُنتَفع به، وولد صالح يدعو له)؛ رواه الترمذي.
الدعاء: الدُّعاء يعد أنفع دواء، والله سبحانه حييٌّ كريم، يستحيي إذا رَفع إليه العبدُ يديه أن يَردَّهما صفرًا، فأكثري مِن الدُّعاء، والتَّضرُّع إلى الله أن يرزقَكِ الإخلاصَ، وأن يتقبَّلَ منكِ، وأن يَقيَكِ شرَّ الشيطان وشرَّ نفسك، فأكثري مِن ذِكْر الله بوجه عامٍّ حالَ خلوتك، ولا تمنعي ذلك تمامًا أمام النَّاس.
فضل طلب العلم
وكانت الرسالة الأولى من الله للإنسان في هذه الرسالة الخاتمة: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، أي أن أول ما أمرنا الله به هو العلم والقراءة:
- نهاية طريق العلم هي الجنة.
- يحصل سالك طريق العلم على 4 نفحات ربانية.
- طالب العلم يكون بعلاقة مفتوحة مع الكون، فيدْعو له من في السموات والأرض.
- طريق العلم مثل طريق الجهاد.
نهاية طريق العلم هي الجنة: عن أبي هريرة أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له طريقًا إلى الجنة)، قال الطيبي: “إنما أطلق الطريق والعلم ليشملا في جنسهما أيَّ طريق كان من مفارقة الأوطان، والضرب في البلدان، إلى غير ذلك، وأي علم كان من علوم الدين، قليلًا كان أو كثيرًا”.
يحصل سالك طريق العلم على 4 نفحات ربانية: عن أبي هريرة أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتابَ الله، ويتدارسونه بينهم – إلا نزلت عليهم السكينة، وغَشِيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطَّأ به عملُه، لم يُسرِع به نسَبُه).
طالب العلم يكون بعلاقة مفتوحة مع الكون، فيدْعو له من في السموات والأرض: عن قيس بن كثير قال: “قدم رجل من المدينة إلى أبي الدرداء، وهو بدمشق، فقال: ما أقدمَك أيْ أخي؟ قال: حديثٌ بلغني أنك تُحدِّث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أما قدمت لتجارةٍ؟ قال: لا، قال: أمَا قدمت لحاجة؟ قال: لا، قال: ما قدمتُ إلا في طلب هذا الحديث؟ قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَن سلك طريقًا يطلب فيه علمًا، سلك الله به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم، وإنه ليستغفر للعالم مَن في السموات والأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضلِ القمر على سائر الكواكب، إن العلماءَ هم ورثة الأنبياء، لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورَّثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر)”.
وعن أبي أمامة الباهلي قال:” ذُكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم)، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرَضين، حتى النملة في جُحرها وحتى الحوت – لَيُصلُّون على معلِّم الناس الخير)”.
طريق العلم مثل طريق الجهاد: عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَن جاء مسجدي هذا، لم يأتِه إلا لخير يتعلَّمه أو يعلِّمه، فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاء لغير ذلك، فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره)، قال السندي: “أراد مسجده، وتخصيصه بالذكر إما لخصوص هذا الحكم به، أو لأنه كان محلًّا للكلام حينئذٍ، وحكم سائر المساجد كحكمه … ووجه مشابهة طلب العلم بالمجاهد في سبيل الله أنه إحياء للدين، وإذلالٌ للشيطان، وإتعاب للنفس، وكسر ذرى اللذة، كيف وقد أبيح له التخلُّف عن الجهاد فقال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً … ﴾ [التوبة: 122].