الخيل

ماذا يسمى صوت الخيل عند اشتداد عدوها

يسمى صوت الخيل عند اشتداد عدوها

ضبحًا.

للخيل مكانة عظيمة عند العرب قبل الإسلام وبعده، فالعرب لم يعتبروا الخيل وسيلة انتقال فقط بل هي أهم ما يميزهم بين الناس من قديم الأزل، والخيول العربية لا يجب أن نتحدث عنها حتى يعرفها الناس ويعرف مكانتها بل هي من أشهر الخيول على مستوى العالم وتتميز بالأصالة، فهذه الأصالة هي ما جعلتها في أعلى منزلة.

الخيول بمثابة رمز يعرف به العربي في كل مكان والعربي هنا المقصود به العرب الموجودين في شبه الجزيرة العربية فلديهم الكثير من السلالات الثمينة من الخيول التي يأتي لرؤيتها الكثير من كل دول العالم ليس فقط لأصالتها بل لأنها تمتلك قدرات خارقة في العدو لمسافات طويلة كما أن شكلها يكون ممشوقًا وتزداد جمالًا حينما يكون لونها أبيضًا خالصًا أو أسودًا خالصًا.

الخيل من نعم الله الكثيرة على العرب كما أن لها الكثير من الفوائد الأخرى ولكن لأنها ثمينة ولأن العرب يعرفون قيمتها فإنهم حاليًا يهتمون بها على نطاق العدو بشكل كبير، أي يهتمون بصحتها للمشاركة في مسابقات العدو ومسابقات ملكات الجمال في الخيل، فلم يعد في زماننا هذا أحد يستخدم الخيل كوسيلة تنقل، بل أصبح الناس يرفعونها عن هذه المكانة التي يعتبرونها متدنية في النقل وحمل الأثقال، وهذا يكون صحيحًا في بعض الأحيان.

نزل الإسلام في شبه الجزيرة العربية وهي من أكثر الأماكن التي تتميز بوجود الخيل وليس هذا فقط بل الخيل الأصيل، ولأن الله يعلم كل شيء فهو يعلم مكانة الخيل عند العرب، لذلك عندما أقسم الله أقسم بنا هو ثمين لديهم، فأقسم بالخيل، بل أقسم بالصفات المميزة التي لا توجد إلا في الخيل.

الخيول ذات سمات رائعة وأكثرها شهرة وميزة هي سماتها في العدو، ولأن العرب كانوا يمتلكون معجمًا هائلًا يحتوي على الكثير من المفردات فناظرهم الله بهذه أيضًا، حينما أقسم بالخيل وصفاتها فكل صفة في الخيل لها اسم يختلف عن الآخر حتى لو كانوا في نفس نطاق المعنى وظهر هذا جليًّا واضحًا في سورة العاديات، قال الله سبحانه وتعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}.

ما هي صفات الخيل التي ذكرت في سورة العاديات

  • والعاديات ضبحًا.
  • فالموريات قدحًا.
  • فالمغيرات صبحًا.

الخيل العربي من أعرق سلالات الخيول على مستوى العالم والدول منذ قديم الأزل وأيضًا من أغلى الخيول في العالم وسبب هذا يكمن في عناية العرب الشديدة بسلالات الخيول الممتازة التي يمتلكونها والمحافظة على نسبها، فهم يعرفون كل حصان ونسبه من الأب والأم، ومن المعروف حاليًا أن الخيول مثل الإنسان يكون لها بطاقة هوية فيها الأب والأم والاسم وكذلك العمر والصفات التي تميزها مما يدل على العناية الشديدة بها.

تعتبر الخيول العربية أشهر الخيول الموجودة الآن، وقديمًا عرف عن العرب احترامهم للخيل وتقديرهم لها وكانوا يضربون بها الأمثال كثيرًا مثل “الخيل أعرف بفرسانها”، لذلك حينما أقسم الله أقسم بالخيل لأن الله لا يقسم إلا بعزيز، كما أنها ذكرت في آيات كثيرة على أنها من النعم والشهوات التي يحرص الإنسان على اقتنائها مثل الآية في سورة البقرة، يقول الله سبحانه وتعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}، والخيل المسومة هي الخيل الجميلة.

أقسم الله في سورة العاديات بالخيل وصفاتها المميزة لها في العدو والسرعة، وسمّى كل صفة باسم مميز لها، لأن الخيل عزيزة وصفاتها عزيزة ومن هذه الصفات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة العاديات:

والعاديات ضبحًا: اختلف العلماء في توضيح معنى هذه الآية، فالضبح هو مصدر مؤكد لاسم الفاعل تضبح ضبحًا، فقال بعض العلماء في أن الضبح هو نوع من أنواع السير والإسراع فيقال إذا ضبح الفرس أنه عدا بسرعة، ويقال أيضًا أنه صوت الحوافر إذا عدا الخيل وضرب بقوة في الأرض، والمشهور أن الضبح هو الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو، وهو صوت من حنجرتها من صدرها، وكان العرب إذا دخلوا معركة ألجموا الخيول حتى لا يسمع العدو صوت الصهيل فيستعد للمعركة أي كانوا يريدون أن يأخذوا مبدأ المباغتة بالخيل أثناء انطلاقها بسرعة.

فالموريات قدحًا: القدح في الخيول يعني اصطكاك حوافرها في الصخور فيؤدي إلى ظهور النار، أي تقدح منه النار، وهذا هو الرأي المشهور لأن الخيل معروف أنه يوضع تحت حوافرها النعل والذي يكون عبارة عن قطع معدنية، فعندما تعدو بسرعة يحتك النعل بالحجارة فيخرج منه الشرر، والقدح أصله الصك وهو مشهور في الزناد فصار ذلك منها بمنزلة القدح في الزناد، وهو مصدر مؤكد أيضًا لاسم الفاعل، قادحة قدحًا للصخر فتقدح منه النار والشرر الذي يظهر.

فالمغيرات صبحًا: ويعني إغارة الخيل وقت الصباح كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير صباحًا ويتسمع الأذان، فإذا سمع أذانًا وإلا أغار وقال ابن عباس ومجاهد في هذه الآية: “يعني إغارة الخيل صبحًا في سبيل الله، وبعضهم قال عندما فسرها بالإبل: “هو الدفع صبحًا من المزدلفة إلى منى”.

الخيل والفروسية

الخيل عند العرب والمسلمين لها مكانة رفيعة ولا شيء يدل على هذا بقدر قسم الله بالخيل وصفاتها في القرآن، وذكرها في غير موضع بسياقات كثيرة، فذكرها في محل الركوب والزينة وذكرها في موضع معنوي يدل على القوة وموضع ذكر فيه صفاتها الكثيرة الخاصة بالعدو، وكذلك السنة.

الخيول ذكرت في الأحاديث النبوية وأهمها الحديث الذي امتدح فيه الرسول الخيل ونصه: “الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة”، وهناك الكثير من المؤلفات العربية والإسلامية التي احتفت بالخيل وأهميتها، فقد ظلت الخيل مصدر افتخار للعرب وموضع اهتمام إلى يومنا هذا، لذلك قلما أن تجد عربيًّا يعيش في شبه الجزيرة العربية ولا يمارس رياضة الفروسية على الخيول العربية الأصيلة، فالمسابقات من هذا النوع لا تتوقف أبدًا ولا أظن أنها ستتوقف.

للخيل مسميات كثيرة، فمفردات اللغة العربية لا تنتهي أبدًا عند حد لذلك تنوعت مسميات الخيل والتي من أشهرها الجواد والحصان، ومفردة الخيل  في الأساس مشتقة من الخيلاء وهو اعتزاز الجواد بنفسه وذلك لمميزاته الكثيرة وخاصة تناسقه وجماله الفريد، والجواد مفردة مشتقة من الجود وهذا المعنى أشار إليه الرسول في الحديث بأن الخير معقود في نواصيها إلى يوم القيامة.

حث النبي صلى الله عليه وسلم على رياضة الفروسية حين قال: “علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل”، فالسباقات في هذا الصدد كثرت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يعقد السباقات بين الخيول وكان أول سباق في سنة ست من الهجرة، وكان من يفوز يأخذ جائزة متفق عليها يتم منحها لصاحب الجواد، وهو من الشرع وليس من الرهان في شيء، وما زال الغرب حريصين على عقد هذه السباقات باستمرار فهي متعة لا تضاهيها أي متعة أخرى ويعرف هذا من مارس الفروسية على نطاق واسع

شاهد أيضاً

التسجيل في منصة إحسان لتسديد الديون

خطوات التسجيل في منصة إحسان لتسديد الديون 1444

خطوات التسجيل في منصة إحسان لتسديد الديون 1444 – تم إطلاق منصة إحسان 1444 الخيرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *