الصخر الذي يتكون من حبيبات معادن كبيرة وواضحة

الصخر النارى .

ويرجع ذلك إلى أن الصخور التي تنصهر بباطن الأرض (الماجما) عندما تخرج إلى سطح الأرض فإنها تخسر الغازات التي توجد داخلها، ثم تبرد تلك الصخور المنصهرة، وسواء أكانت في باطن الأرض أو على السطح فيُطلق عليها “الصخور النارية”، وفي حال كان التبريد بطيئًا تتكون حبيبات معادن كبيرة، وبالتالي يكون شكل الصخور خشنًا.

ما هي الصخور النارية

يتم تعريف الصخور النارية على أنها أنواع الصخور التي تتكون حينما تبرد الصخور المنصهرة (الصخور المسالة بالحرارة والضغط الشديدين) وتتحول إلى الحالة الصلبة.

وتلك الصخور المنصهرة هي الحمم البركانية التي تتدفق من الفتحات أو الشقوق في المراكز البركانية، والرواسب البيروكلاستيكية تتمثل في تراكمات من المواد المجزأة كالرماد، القنابل، الطفو والبريكاس البركاني، التي يتم خروجها خلال الانفجارات البركانية، وعند تشكل الصخور النارية من الصخور المنصهرة وبدء دورة الصخور يتم تسميتها بـ (الصخور الأولية).

ومن الممكن التعرف على الصخور النارية بكل سهولة عن طريق ملاحظة (القوام، الكثافة، اللون، والتكوين المعدني)، إذ أن القوام يعتمد على الشكل والحجم والفترة الزمنية المستغرقة للتبريد ثم التصلب وترتيب البلورات في الصخرة.

خصائص الصخر النارى

تتميز الصخور النارية بالعديد من الخصائص، وفي التالي توضيح لها:

• قد تكون الصخور النارية إما زجاجية أو خشنة.
• في العادة لا تتفاعل الصخور النارية مع الأحماض.
• تحتوي غالبية الصخور النارية على رواسب معدنية كثيرة.
• تتوفر تلك الرواسب المعدنية في صورة بقع بأحجام مختلفة.
• لا يشتمل الشكل البركاني للصخور على أي رواسب أحفورية، وفي حال وجود أي فرصة لوجود أحافير في أعماق القشرة، فإنها تنفجر من سطح الأرض وتتلف نتيجة الحرارة الشديدة التي تنتجها تلك الصخور.

مما يتكون الصخر النارى

يتكون الصخر النارى من تصلب الصخور المنصهرة، وهي عبارة عن مادة صخرية منصهرة جزئيًا (600 إلى 1300 درجة مئوية أو 1100 إلى 2400 درجة فهرنهايت)، وتتشكل الأرض غالبًا من كتلة كبيرة من صخور نارية لها قشرة رقيقة للغاية من مادة متآكلة وهي الصخور الرسوبية، وعلى الرغم من أن الصخور الرسوبية يتم تشكلها عن طريق عمليات تتم بصورة رئيسية على سطح الأرض من خلال تفكك الصخور النارية القديمة، فإن الصخور النارية المتحولة تتكون نتيجة عمليات داخلية لا يتم ملاحظتها مباشرة، بل إنها تحتاج إلى استخدام الحجج الفيزيائية والكيميائية من أجل استنتاجها، ونظرًا إلى ارتفاع درجات الحرارة في باطن الأرض، فإن مبادئ التوازن الكيميائي لديها قابلية للتطبيق على دراسة الصخور النارية المتحولة، مع اقتصار تلك المتحولة على هذه الصخور التي تكونت دون تدخل مباشر من الصهارة.

وعند خروج تلك الحمم البركانية من داخل البركان تتصلب ثم تصبح صخورًا نارية نفاذة، لذا يتم تسميتها أيضًا (صخور بركانية)، وتلك الصخور تبرد بسرعة جدًا، مكونة البلورات الصغيرة بداخل الصخور البركانية الصلبة لأنها ليس لديها الوقت الكثير لتتشكل إلى أن تبرد الصخور على طول الطريق، وبالتالي يتوقف نمو البلورات، وهذه الصخور صغيرة الحبيبات تعرف باسم aphanitic وهي كلمة مشتقة من كلمة يونانية تعني “غير مرئي”، والسبب في هذا الاسم هو أن البلورات التي تشكلت بداخلها صغيرة للغاية لدرجة لا يمكن رؤيتها بدون المجهر، وفي حال بردت الحمم البركانية فورًا فإن الصخور التي تتشكل تصبح زجاجية بدون بلورات فردية، مثل حجر السج.

أنواع الصخر النارى

من الممكن أن تظهر الصخور النارية بأشكال مختلفة تبعًا إلى ظروف تبريدها، كما يمكن أن يكون لها تركيبات متباينة وفقاً إلى الحمم البركانية التي تبرد منها، ويتم تعريف النوعين الرئيسيين من الصخور النارية كما في التالي:

• الصخور النارية المتطفلة.
• الصخور البركانية النفاذة.

الصخور النارية المتطفلة: وهي تلك الصخور النارية التي تبلورت تحت سطح الأرض وبالتالي ينتج عنها بلورات كبيرة إذ أن التبريد يحدث ببطء، ومن الأمثلة على هذا النوع من الصخور النارية نجد (الديوريت والجرانيت والبيجماتيت).

وتتكون الصخور النارية المتطفلة أو الجوفية حينما تُحاصر الصهارة في أعماق الأرض، بحيث ترتفع الكرات الكبيرة من الصخور المنصهرة باتجاه السطح، ومن الممكن أن تغذي بعض الصهارة البراكين الموجودة على سطح الأرض، إلا أن أغلبها يبقى محاصرًا بالأسفل، بحيث يكون التبريد بطيئًا للغاية على مدى عدة آلاف أو ملايين السنوات إلى أن يتصلب، ويدل التبريد البطيء على أن الحبيبات المعدنية الفردية تمتلك وقتًا طويلًا جدًا لتنمو، ولذلك فإنها تنمو بحجم كبير نسبيًا. فيكون للصخور المتطفلة نسيج حبيبي خشن.

الصخور البركانية النفاذة: وهي صخور مندلعة على سطح الأرض ويتشكل عنها بلورات صغيرة لأن التبريد يحدث بسرعة، إذ أن معدل التبريد لبعض تلك الصخور يكون سريعًا لدرجة أنها تُكون زجاجًا غير متبلور، ومن الأمثلة على هذا النوع من الصخور (البازلت، الطوف ، الخفاف).

ويتم تكوين الصخور النارية البركانية عند خروج الصهارة وتبريدها فوق سطح الأرض أو في مكان قريب جداً منه، وتلك الصخور هي التي تتكون نتيجة ثوران البراكين وتناثر الشقوق، إذ أن الصهارة أو ما يعرف بالحمم البركانية تخرج عند إنفجار الصخور المنصهرة على السطح، ثم تبرد وتتصلب فور تعرضها لدرجة حرارة الغلاف الجوي الباردة بدرج  نسبية، ويدل التبريد السريع على أن البلورات المعدنية لا تمتلك الوقت الكثير من أجل النمو، لذا تتسم تلك الصخور بحبيباتها الدقيقة للغابة أو حتى نسيج زجاجي، وفي الغالب ما تُحتجز فقاعات الغاز الساخن في الحمم البركانية المروية، وبالتالي تُكون نسيجًا حويصليًا.

أمثلة على الصخور النارية

هناك العديد من الصخور النارية التي نستخدمها في حياتنا، ومن الأمثلة عليها:

• الجرانيت.
• بازلت حجر بركاني.
• الخفاف.
• الجابرو.
• الديوريت.

الجرانيت: وهو صخور نارية صلبة تكونت من بلورات واضحة من معادن متنوعة، ويتم استخدام الجرانيت بكثرة في المباني والمنازل وبالأخص في المطابخ والحمامات، وهذا لأن الجرانيت يتميز بالألوان الفاتحة والحبيبات الخشنة، وهو من نوع الصخور المتطفلة التي تشتمل على ثلاثة معادن رئيسية وهي (الفلسبار والميكا والكوارتز).

بازلت حجر بركاني: من الصخور النارية ذات اللون الداكن والحبيبات الدقيقة، ويعد البازلت أحد العناصر الرئيسية، كما أنه من الصخور السائدة في القشرة الأرضية، وبما أن البازلت صخور غنية بالحديد فيتم استخدامه كعنصر هام في الخرسانة، ويمكن القول بإنه أكثر أنواع الصخور النارية شيوعًا.

الخفاف: عبارة عن صخرة نارية خفيفة تحتوي على آلاف الفقاعات الصغيرة، وغالبًا ما يتم استخدامه في إزالة الجلد الميت أسفل القدم والكعب، وأيضًا يُستخدم في منتجات التنظيف الكاشطة.

الجابرو: أحد الصخور النارية التي تتميز بلونها الداكن والحبيبات الخشنة، وهي صخور متطفلة تتشكل من عناصر معدنية مثل (البيروكسين والفلدسبار والزبرجد الزيتوني)، وتبدو باللون الرمادي مع وجود بقع داكنة دقيقة فوقها.

الديوريت: من الصخور النارية ذات الحبيبات الخشنة تمامًا، وهي من النوع المتطفل التي تحتوي على خليط من المعادن ومنها (الهورنبلند والبيروكسين والفلسبار)، وتظهر باللون الفاتح مع وجود بعض البقع الداكنة.